فصل: تفسير الآية رقم (88):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (83):

{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}
{وَتِلْكَ} مبتدأ، ويُبْدَل منه {حُجَّتُنَا} التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله، أفول الكوكب وما بعده. والخبر {ءاتيناها إبراهيم على} أرشدناه لها حجة {على قَوْمِهِ نَرْفَعُ درجات مَّن نَّشَاءُ} بالإضافة والتنوين [درجات] في العلم والحكمة {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ} في صنعه {عَلِيمٌ} بخلقه.

.تفسير الآية رقم (84):

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}
{وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق وَيَعْقُوبَ} ابنه {كُلاًّ} منهما {هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ} أي قبل إبراهيم {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ} أي نوح {دَاوُودَ وسليمان} ابنه {وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ} بن يعقوب {وموسى وهارون وَكَذَلِكَ} كما جزيناهم {نَجْزِى المحسنين}.

.تفسير الآية رقم (85):

{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}
{وَزَكَرِيَّا ويحيى} ابنه {وَعِيسَى} ابن مريم، يفيد أنّ الذرّية تتناول أولاد البنت {وَإِلْيَاسَ} بن أخي موسى {كُلٌّ} منهم {مِّنَ الصالحين}.

.تفسير الآية رقم (86):

{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}
{وإسماعيل} بن إبراهيم {واليسع} اللام زائدة {وَيُونُسَ وَلُوطاً} ابن هاران أخي إبراهيم {وَكُلاًّ} منهم {فَضَّلْنَا عَلَى العالمين} بالنبوّة.

.تفسير الآية رقم (87):

{وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}
{وَمِنْ ءَابَائِهِمْ وذرياتهم وإخوانهم} عطف على (كلاًّ) أو (نوحاً)، و(من) للتبعيض لأنّ بعضهم لم يكن له ولد، وبعضهم كان في ولده كافر {واجتبيناهم} اخترناهم {وهديناهم إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ}.

.تفسير الآية رقم (88):

{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}
{ذلك} الدين الذين هدوا إليه {هُدَى الله يَهْدِى بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ} فَرَضَاً {لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (89):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}
{أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب} بمعنى الكتب {والحكم} الحكمة {والنبوة فَإِن يَكْفُرْ بِهَا} أي بهذه الثلاثة {هؤلاء} أي أهل مكة {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا} أرصدنا لها {قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بكافرين} هم المهاجرون والأنصار.

.تفسير الآية رقم (90):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}
{أولئك الذين هَدَى} هم {الله فَبِهُدَاهُمُ} طريقهم من التوحيد والصبر {اقتده} بهاء السكت وقفاً ووصلاً. وفي قراءة بحذفها وصلاً {قُلْ} لأهل مكة {لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} أي القرآن {أَجْراً} تعطونيه {إِنْ هُوَ} ما للقرآن {إِلاَّ ذكرى} عظة {للعالمين} الإِنس والجنّ.

.تفسير الآية رقم (91):

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}
{وَمَا قَدَرُواْ} أي اليهود {الله حَقَّ قَدْرِهِ} أي ما عظموه حق عظمته، أو ما عرفوه حق معرفته {إِذْ قَالُواْ} للنبي صلى الله عليه وسلم- وقد خاصموه في القرآن- {مَا أَنزَلَ الله على بَشَرٍ مّن شَئ قُلْ} لهم {مَنْ أَنزَلَ الكتاب الذي جَاء بِهِ موسى نُوراً وَهُدًى لّلنَّاسِ تَجْعَلونَهُ} بالياء والتاء في المواضع الثلاثة {قراطيس} أي يكتبونه في دفاتر مقطعة {يُبْدُونَهَا} أي ما يحبون إبداءه منها {وَتُخْفُونَ كَثِيراً} مما فيها كنعت محمد صلى الله عليه وسلم {وَعُلِّمْتُمْ} أيها اليهود في القرآن {مَا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنْتُمْ ولا ءَاباؤُكُمْ} من التوراة ببيان ما التبس عليكم واختلفتم فيه {قُلِ الله} أنزله. إن لم يقولوه لا جواب غيره {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ} باطلهم {يَلْعَبُونَ}.

.تفسير الآية رقم (92):

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}
{وهذا} القرآن {كتاب أنزلناه مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} قبله من الكتب {وَلِتُنذِرَ} بالتاء والياء عطف على معنى ما قبله أي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به {أُمَّ القرى وَمَنْ حَوْلَهَا} أي أهل مكة وسائر الناس {والذين يُؤْمِنُونَ بالاخرة يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ على صلواتهم يحافظون} خوفاً من عقابها.

.تفسير الآية رقم (93):

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}
{وَمِنْ} أي لا أحد {أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} بادّعاء النبوّة ولم ينبأ {أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَئ} نزلت في مسيلمة {وَ} مِنْ {مَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ الله} وهم المستهزئون قالوا: لو نشاء لقلنا مثل هذا {وَلَوْ تَرَى} يا محمد {إِذِ الظالمون} المذكورون {فِي غَمَرَاتِ} سكرات {الموت والملائكة بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ} إليهم بالضرب والتعذيب يقولون لهم تعنيفاً {أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ} إلينا لنقبضها {اليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون} الهوان {بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الحق} بدعوى النبوّة والإِيحاء كذباً {وَكُنتُمْ عَنْ ءاياته تَسْتَكْبِرُونَ} تتكبرون عن الإيمان بها، وجواب (لو) لرأيت أمراً فظيعاً.

.تفسير الآية رقم (94):

{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)}
{وَ} يقال لهم إذا بعثوا {لَّقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى} منفردين عن الأهل والمال والولد {كَمَا خلقناكم أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي حفاة عراة غرلاً {وَتَرَكْتُمْ مَّا خولناكم} أعطيناكم من الأموال {وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} في الدنيا بغير اختياركم {وَ} يقال لهم توبيخا {مَا نرى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ} الأصنام {الذين زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ} أي في استحقاق عبادتكم {شُرَكَاءُ} لله {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} وصلكم أي تشتت جمعكم، وفي قراءة بالنصب {بينكم} ظرف أي وصلكم بينكم {وَضَلَّ} ذهب {عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} في الدنيا من شفاعتها.

.تفسير الآية رقم (95):

{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)}
{إِنَّ الله فَالِقُ} شاقّ {الحب} عن النبات {والنوى} عن النخل {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} كالإِنسان والطائر من النطفة والبيضة {وَمُخْرِجُ الميت} النطفة والبيضة {مِنَ الحى ذلكم} الفالق المخرج {الله فأنى تُؤْفَكُونَ} فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان؟.

.تفسير الآية رقم (96):

{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)}
{فَالِقُ الإصباح} مصدر بمعنى الصبح: أي شاق عمود الصبح وهو أول ما يبدو من نور النهار عن ظلمة الليل {وَجعَلَ} تسكن فيه الخلق من التعب {والشمس والقمر} بالنصب، عطفاً على محلـ (الليل) {حُسْبَاناً} حساباً للأوقات، أو الباء محذوفة، وهو حال من مقدّر أي يجريان بحسبان كما في آية [الرحمن: 5] {ذلك} المذكور {تَقْدِيرُ العزيز} في ملكه {العليم} بخلقه.

.تفسير الآية رقم (97):

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)}
{وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظلمات البر والبحر} في الأسفار {قَدْ فَصَّلْنَا} بيَّنا {الأيات} الدلالات على قدرتنا {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} يتدبرون.

.تفسير الآية رقم (98):

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)}
{وَهُوَ الذي أَنشَأَكُم} خلقكم {مِّن نَّفْسٍ واحدة} هي آدم {فَمُسْتَقَرٌّ} منكم في الرحم {وَمُسْتَوْدَعٌ} منكم في الصلب. وفي قراءة بفتح القاف أي مكانَ قرار لكم {قَدْ فَصَّلْنَا الأيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} ما يقال لهم.

.تفسير الآية رقم (99):

{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}
{وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاءِ فَأَخْرَجْنَا} فيه التفات عن الغيبة {بِهِ} بالماء {نَبَاتَ كُلّ شَئ} ينبت {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ} أي النبات شيئاً {خَضِرًا} بمعنى أخضر {نُّخْرِجُ مِنْهُ} (من الخَضِر) {حَبَّاً مُّتَرَاكِباً} يركب بعضه بعضاً كسنابل الحنطة ونحوها {وَمِنَ النخل} خبر، ويبدل منه {مِن طَلْعِهَا} أول ما يخرج منها. والمبتدأ {قنوان} عراجين {دَانِيَةٌ} قريب بعضها من بعض {وَ} أخرجنا به {جنات} بساتين {مِّنْ أعناب والزيتون والرمان مُشْتَبِهاً} ورقهما حال {وَغَيْرَ متشابه} ثمرهما {انظروا} يا مخاطبين نظر اعتبار {إلى ثَمَرِهِ}. بفتح الثاء والميم، وبضمهما وهو جمع (ثمرة) ك (شجرة) و(شجر) و(خشبة) و(خشب) {إِذَا أَثْمَرَ} أول ما يبدو كيف هو؟ {وَ} إلى {يَنْعِهِ} نضجه إذا أدرك كيف يعود {إِنَّ فِي ذلكم لايات} دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين.

.تفسير الآية رقم (100):

{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)}
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ} مفعول ثان {شُرَكَاءَ} مفعول أوّل، ويبدل منه {الجن} حيث أطاعوهم في عبادة الأوثان {وَ} قد {خَلْقَهُمْ} فكيف يكونون شركاء {وَخَرَقُواْ} بالتخفيف والتشديد أي اختلقوا {لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} حيث قالوا: عزير ابن الله، والملائكة بنات الله {سبحانه} تنزيهاً له {وتعالى عَمَّا يَصِفُونَ} بأن له ولداً.

.تفسير الآية رقم (101):

{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}
هو {بَدِيعُ السموات والأرض} مبدعهما من غير مثال سبق {أنى} كيف {يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صاحبة} زوجة {وَخَلَقَ كُلَّ شَئ} من شأنه أن يُخْلَق {وَهُوَ بِكُلِّ شَئ عَلِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (102):

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}
{ذلكم الله رَبُّكُمْ لا إله إِلاَّ هُوَ خالق كُلِّ شَئ فاعبدوه} وحِّدوه {وَهُوَ على كُلِّ شَئ وَكِيلٌ} حفيظ.

.تفسير الآية رقم (103):

{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}
{لاَّ تُدْرِكُهُ الابصار} أي لا تراه، وهذا مخصوص لرؤية المؤمنين له في الآخرة لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ} [22: 75، 23] وحديث الشيخين: «إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر» وقيل المراد: لا تحيط به {وَهُوَ يُدْرِكُ الابصار} أي يراها ولا تراه ولا يجوز في غيره أن يدرك البصر وهو لا يدركه أو يحيط به علما {وَهُوَ اللطيف} بأوليائه {الخبير} بهم.